الجمعة، 16 ديسمبر 2011

المدح و ما أدراك ما المدح

في الاسابيع القليلة الفائتة , لفتت انتباهي قصيدة في المدح والفخر ولكن وفق أسلوب كاتب القصيدة كما يراه في قصائد الفخر والمدح , واعتقد بان الامر قد اختلط عليه كثيرا فطريقته في اسلوب الكتابة لقصيدة عاطفية لا تختلف البتة عن قصيدة يراد بها المدح والفخرفهي ترتدي ثوب المجاز والحداثة بشكل كبير وتبتعد كل البعد عن الغرض الشعري المراد توظيفه.

كثيرا ما نقرأ قصائدا للمدح او الفخر لبعض الشعراء نجد هناك من يتوغل في استخدام مفردات ومن ثم توظيفها بطريقة قد تبتعد احيانا عن طريقة سبك المفردات في هذا الغرض الشعري بالذات بما تمتاز به كجودة استعمال الالفاظ الجزلة في معانيها الموضوعة لها بوجود دلالاتها وايضا متانة الاسلوب بحسن ايراد المعنى الى النفس أو الى الممدوح . لا شك ان شعر الفخر او الحماسة او المدح يقوى بمفرداته كلما كان توظيف الكلمة يشعرك وكأنك تشكل انبلاجا لفكرة تتجسد فيها المناقب المراد ذكرها في كل بيت حتى يبلغ سامعيه بنفس القوة والعمق اللذين يصاغ بهما القصيدة . هذا يذكرني بقول أبي تمام : كشفت قناع الشعر عن حر وجهه \\ وطيرته عن وكره وهو واقع

هناك البعض من الشعراء الذين يقعون في فخ المجاز واسلوب الحداثة حين يكون الامر متعلقا بقصيدة تحمل طابع الفخر أو المدح , وما اعنيه هو دائما ما تتوق القصائد ذات الطابع المدائحي الى ان تخلق المجاز بشكل غير مألوف من قبيل اثارة الوجدان والشعور و لإبراز الصورة الشعرية فنراها جلية الملامح وهذه احد العناصر التي تجعل من هذا الغرض الشعري قويا حينما تتآلف المحسنات البديعية اللفظية مع الجزالة في قالب شعري يؤثر في القارئ او السامع فنشعر بصخبها وبسكونها فهذه القصيدة هدوئها مختلف واصطخابها كموج البحر الثائر الذي لا يهدأ . فعندما نكتب قصيدة الغزل , نتمنى ان نكتب قصيدة بطريقة مغايرة وكأنها تكتب أفكارنا لأول مرة أو كأننا نكتبها في حالة لم نعشها من قبل , فكيف الحال إذن بالنسبة لقصيدة الفخر والحماس والمدح ؟ بكل ما فيها من عمق وجزاله ؟ في رأيي اعتقد بأن كمثل هذا الغرض الشعري فان القصيدة بحاجة الى نولج بها ولوجا اعمق الى الكلمات . فهدوءها سوف يحرك مياه المفردات الراكدة و اصطخابها كالموج سوف يختلج فيها ضجيج الأحرف وعلى سبيل المثال كلمة الزهر حينما اقوم بتوظيفها في قالب شعري في هذا الغرض بالذات قد تأخذ بعدا اخر مثلما تختلف طريقتي في التعبير بالنسبة للزهر أو الورد كمفردة والعبير كمفردة أخرى ومعرفة ايهما الاعمق في بناء بيت شعري وكأنه يرسم بعدا اخر في الممدوح او ما يراد الحديث عنه لذلك لم تكن قصائد المدح والفخر والحماسة هي عادية كما يظنها البعض فأن لم يغير بعض الشعراء طريقتهم في التعبير والوصف في سائر الاغراض الشعرية الاخرى فأين تكمن طرائق التعبير المختلفة ؟ وعندما نفكر مليا , نرى اننا بحاجة ماسة الى الاطلاع الدائم حينما يصفون الشاعر بأنه ” الكاتب الذي تنقاد الى يراعه دقائق المعاني صاغرة بزمام نثر كنثر الورد ونظم كنظم العقد نثر كالسحر أو أدق ونظم كالماء أو أرق” .

ان اترك اثرا يستدل به على قصيدة , هو في حد ذاته امرا كبيرا لنص هو ثاو بين السطور أو ما هو أعمق يتسرب الى أراض ٍ شاسعة ٍ تتحاشد بها المفردات التي تسعى الى ان تتأنق كما يتأنق الشاعر في ترتيب المعاني والأفكار.

هناك تعليق واحد:

  1. شركة مكافحة حشرات بمكة
    شركة مكافحة الحشرات بمكة هي الأفضل والأقرب إليك دائمًا نحننقدم لك الأسعار الأقل في جميع أنحاء مكة وجميع الأماكن المحيطة بها وذلك لحرصنا الكامل على راحة وحماية عملائنا من جميع أنواع الحشرات نوفر المبيدات ذات الفاعلية الأكيدة والتي تقضي على الحشرات في اسرع وقت وتضمن لك عدم عودتها مرة أخرى فلا تحتاج لتكرار عملية الرش ودفع مبالغ طائلة من المال ونقوم بمكافحة العتة وبق الفراش والصراصير والنمل الابيض بمكة.
    شركة مكافحة الحشرات بمكة المكرمة
    أرخص شركة مكافحة حشرات بمكة
    أفضل شركة مكافحة حشرات بمكة
    شركة مكافحة النمل الابيض بمكة
    شركة مكافحة الصراصير بمكة

    ردحذف