الجمعة، 2 أغسطس 2013

" المرأة من  موضوع لغوي الى ذات فاعلة "

باللون الأبيض, سأكتب هذه الكلمة التي لا ترى على خلفية بيضاء: " المرأة "
وباللون الأخضر سأكتب هذه الكلمة: " اللغة "
كقول ابن تمام ( وماء الروض ينهل ساكبه ) كانت إنسيابة اللغة والنهج البنائي لها , فإن كانت المرأة كهطول الغيث على العاطفة فهطولها كان كالمجاز الرمزي لا يكاد يرى ففي المجاز قد نلتفت الى الحيوية الدافقة أو رمز ينجذب للروح الوثاّبة . وان كانت المرأة هي الرمز فالعاطفة هي اللغة .
وحين نقول "أنا أعني" فهذا يدل على ان " اللغة تعني " بكل ما تحويه من دلالات رمزية أو مجازية لبلوغ شئ ما من جراء اللغة والموضوع.
إن كانت المرأة كـ الضوء الذي ينبعث من المعنى نفسه ,, فإنبعاث المعنى على الضوء كان  كمجاز رمزي لا يكاد يرى .  في مسار اللغة , كانت المرأة موضوعا ثقافيا وليست ذاتا ثقافية أو لغوية لذلك كانت خارج اللغة .لذلك أتت اللغة قديما ( بعد أن سيطر الرجل على كل الإمكانات اللغوية وقرر ماهو حقيقي وماهو مجازي في الخطاب التعبيري ولم تكن المرأة في هذا التكوين سوى مجاز رمزي أو خيال ذهني يكتبه الرجل وينسجه حسب دواعيه البيانية والحياتية )
إن مثال شهرزاد بطلة ألف ليلة وليلة هو مثال رائع قدمه الغذامي كشخصية أنثوية تؤلف وتواجه الموت كل يوم كي تبقى على قيد الحياة . ( كانت تتكلم والرجل ينصت فإذا ما سكتت تعلق شهريار بصمتها يوما كاملا الى ان تتكلم مرة أخرى لتمارس عليه سلطة اللغة وسلطان النص) .




ومن سيرة شهرزاد الى سرد أنثوي آخر, أصبحت تلك السردية هي (مهارة نسوية ومجازا أنثويا . وليست رواية ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي إلا تطويرا لهذه المهارة وتوظيفا لمكتسباتها ) .
في الكتابة قد لا تملك شيئا بطريقة ساكنة لأن حياة الفرد تشبه حياة النص.  فالرجل لم يكن صانع اللغة لوحده بل كانت المرأة صانعة ل اللغة وان كانت حدثا لغويا جديدا في نسيج الكتابة.
ان الكلمات مطروحة على الطريق للبعيد والقريب للأعجمي وللعربي هكذا قال الجاحظ فمنها تكونت تلك اللغة الخاصة الغير مألوفة في نسق متآلف من كلا الجنسين الرجل والأنثى  ..  
وفي كلمات لـ منيرة الغدير / غابة البيلسان :" الآن تنقشني اللغة في كلمتها .. فاللغة تتحدثنا . كما تقول هيلين سيكسو – اللغة تملي علينا قانونها ". 
.


بمجاز آخر :

كل الكلام اللي يمر الحنجرة مر بصخبْ
حسّيت به .. حتى أنا كل ما أحس ببعثره ,,

لحظتها قلت: إني على خبرك أناديني بعتبْ
كم مرة ٍ أسري الحنايا المجهدة في بختره

وألمس عذر للعاطفة ,, يمكن بلا أية سببْ
ويمكن سبايبها وله .. هاجت رياح المحبره

لا ظل في أرض الكلام,, إلا تباريحك مهبْ
مريتْ يا ليل الخفوق اللي نثر هاجس مَرَهْ


* ملاحظة : ما بين الأقواس , من كتاب المرأة واللغة للكاتب عبدالله الغذامي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق