الاثنين، 5 أغسطس 2013

البيت بدا مختلفاً !! ....

البيت بدا مختلفاً !! 



" البيت بدا مختلفاً في الليل . كل شئ كان في مكانه الصحيح , بالطبع ولكن بطريقة أو بأخرى , الاثاث يبدو أقل حدة ووضوحا والصور على الجدار كانت ذات بعد واحد . تذكرت شخص ما قائلا : " في الليل , كلنا غرباء"  حتى لأنفسنا وهذا بدا يلوّح لها بالحقيقة " - إلكسندر ماكويل سميث
كمحاولة , أحاول أن أرتّب لي منزلا يتوافق مع ما أحب .. هنا سأضع الكرسي ,, هنا سأضع الطاولة , هنا سأضع الدولاب وهنا سأضع المرآة .. 
هذا الكرسي الذي سأجلس عليه كلما بحثت عن قسط من الراحة أو أسهبتُ في الحوار والجدل 
هذه الطاولة التي سأكتب عليها بضع كلمات ,, أو أحرف متقاطعة أو عمودية حين لا أجد لي منفذا من الكلمات وان وجدتُ لي حلا ,, هو الحل الذي سوف يكون أشبه بإستنهاض حرية الكلمة القابعة في ركن منزو ِ . 
هذا الدولاب الذي سترتمي بعض المحتويات او الأشياء أو ان لم يكن أغلبها من إختلاجات الأنا .
وأخيرا هذه المرآة التي أرى فيها ملامحي جيدا !!
أنا أقوم بترتيب أفكاري تماما كمحاولة ترتيب المنزل بطريقة صحيحة ..
 تشكيل الفكر , أمرٌ أنت تبتكره في قرارة نفسك , أنت تفكر , أنت تقول .. أنت تتحاور .. أن تقرأ .. أنت تنتقد وأنت وأنت ....
ماذا تكتب ؟ حتى علامات الإستفهام سئمت من سطور رثة مُعنوَنة بالحيرة ... وماذا تقرأ ؟ يا للكارثة .. انت تقرأ ولا تقرأ ؟ ولكن اختياري لما أفكر به هو عنوان شخصيتي . ألم يستاء البعض من الاختيارات الخاطئة التي لا تجعلنا نتمعن جيدا في  إسقاطات رؤية نكاد لا نراها بوضوح ؟
نقترب من الحقيقة الماثلة حول قناعة ما , ثم نتنحى عنها ل سبب غير مقنع أو بسبب تأثير شخص ما لرؤية أو نقد غير صائب. 
أحب أن أختار الاشخاص الذين يفكرون مثلي والمختلفون عني .. إذن خيارات متعددة بين الشبه والنقيض
ولكن أي نقيض مختلف قد أراه مناسبا لي ؟ بالتأكيد هو ليس الاختيار الخاطئ ولكن ما ينقصني من فكر , سأجده لدى الآخرين فهم مختلفون عني 
أحب أن أكون " أنا " بكل جدية التوافق والإختلاف 
أحب أن أقرأ لكتاّب مختلفون ,, ككتاب لم أطرقه من قبل ولكن عنوان الكتاب مثلا سيكون مضيئا فهو إضاءة الكتاب من الداخل بطريقة غير معلنة وكذلك الحال بالنسبة للمقال او وجهات النظر 
أحب أن أكتب ما يمثل فكري وما يمثل فكر الآخرين ففي الأولى سأكتب قناعاتي المقبولة في داخلي والغير متوافقة معي وفي الثانية سأكتب عن ما يدور في فكر الآخرين من رأي وليس حتما علي أن أكون مؤيدة إن لم أكن غير متوافقة في الرأي . 
فقط أحتاج إلى أن أتوّغل في غابة من ورق كي أدرك الأشياء بتفاصيلها فالغابة التي يبتكرها الخيال كي أجد لي طريقا صائبا وسط المتاهات هو ما يجعلني أكثر وعيا في الحياة التي أنشدها بهدوء. يقول ابن عربي بأن الخيال هو معيار المعرفة فليكن التوافق معيار , وعدم التوافق لخلق توافق آخر , هو في حد ذاته معيار يجذبني إلى إنخطاف كتابة أو فكر . 
مجاز آخر : 

تقول : من أنتي..تركت الصبح في الدفتر يقول 
وأنا على حطّـة يد الأزمان ,, في صدري تفيق 

يمتد في طرف الورق ظل ٍ ,, وأشجار وسهول 
وأرد من آخر نهاية سطر ,, واللحظة طريق

فضول! أرتّب لي رواق أكبر مثل شخص ٍ ملول
شعوري المنسي, وحكايا أنفاس بكتاب ٍ عتيق

لا الليل ياخذني لـ أشواقي ,, ولو كلّي فضول 
 الصبح رجعّني من الظلما لجل ينزاح ضيق !!

* بقلم : الشاعرة هجير 





الجمعة، 2 أغسطس 2013

" المرأة من  موضوع لغوي الى ذات فاعلة "

باللون الأبيض, سأكتب هذه الكلمة التي لا ترى على خلفية بيضاء: " المرأة "
وباللون الأخضر سأكتب هذه الكلمة: " اللغة "
كقول ابن تمام ( وماء الروض ينهل ساكبه ) كانت إنسيابة اللغة والنهج البنائي لها , فإن كانت المرأة كهطول الغيث على العاطفة فهطولها كان كالمجاز الرمزي لا يكاد يرى ففي المجاز قد نلتفت الى الحيوية الدافقة أو رمز ينجذب للروح الوثاّبة . وان كانت المرأة هي الرمز فالعاطفة هي اللغة .
وحين نقول "أنا أعني" فهذا يدل على ان " اللغة تعني " بكل ما تحويه من دلالات رمزية أو مجازية لبلوغ شئ ما من جراء اللغة والموضوع.
إن كانت المرأة كـ الضوء الذي ينبعث من المعنى نفسه ,, فإنبعاث المعنى على الضوء كان  كمجاز رمزي لا يكاد يرى .  في مسار اللغة , كانت المرأة موضوعا ثقافيا وليست ذاتا ثقافية أو لغوية لذلك كانت خارج اللغة .لذلك أتت اللغة قديما ( بعد أن سيطر الرجل على كل الإمكانات اللغوية وقرر ماهو حقيقي وماهو مجازي في الخطاب التعبيري ولم تكن المرأة في هذا التكوين سوى مجاز رمزي أو خيال ذهني يكتبه الرجل وينسجه حسب دواعيه البيانية والحياتية )
إن مثال شهرزاد بطلة ألف ليلة وليلة هو مثال رائع قدمه الغذامي كشخصية أنثوية تؤلف وتواجه الموت كل يوم كي تبقى على قيد الحياة . ( كانت تتكلم والرجل ينصت فإذا ما سكتت تعلق شهريار بصمتها يوما كاملا الى ان تتكلم مرة أخرى لتمارس عليه سلطة اللغة وسلطان النص) .




ومن سيرة شهرزاد الى سرد أنثوي آخر, أصبحت تلك السردية هي (مهارة نسوية ومجازا أنثويا . وليست رواية ذاكرة الجسد أحلام مستغانمي إلا تطويرا لهذه المهارة وتوظيفا لمكتسباتها ) .
في الكتابة قد لا تملك شيئا بطريقة ساكنة لأن حياة الفرد تشبه حياة النص.  فالرجل لم يكن صانع اللغة لوحده بل كانت المرأة صانعة ل اللغة وان كانت حدثا لغويا جديدا في نسيج الكتابة.
ان الكلمات مطروحة على الطريق للبعيد والقريب للأعجمي وللعربي هكذا قال الجاحظ فمنها تكونت تلك اللغة الخاصة الغير مألوفة في نسق متآلف من كلا الجنسين الرجل والأنثى  ..  
وفي كلمات لـ منيرة الغدير / غابة البيلسان :" الآن تنقشني اللغة في كلمتها .. فاللغة تتحدثنا . كما تقول هيلين سيكسو – اللغة تملي علينا قانونها ". 
.


بمجاز آخر :

كل الكلام اللي يمر الحنجرة مر بصخبْ
حسّيت به .. حتى أنا كل ما أحس ببعثره ,,

لحظتها قلت: إني على خبرك أناديني بعتبْ
كم مرة ٍ أسري الحنايا المجهدة في بختره

وألمس عذر للعاطفة ,, يمكن بلا أية سببْ
ويمكن سبايبها وله .. هاجت رياح المحبره

لا ظل في أرض الكلام,, إلا تباريحك مهبْ
مريتْ يا ليل الخفوق اللي نثر هاجس مَرَهْ


* ملاحظة : ما بين الأقواس , من كتاب المرأة واللغة للكاتب عبدالله الغذامي